اخر الاخبار

الاثنين، 4 أبريل 2011

كوكب الأرض



تعريف كوكب الأرض و الكرة الأرضية



كوكب الأرض هو ثالث الكواكب بعدا عن الشمس , وهو أكبر الكواكب الصخرية وأشدها كثافة , والوحيد المعروف بإيوائه الحياة ورعايتها
بنيته الداخلية , الصخرية والمعدنية , هي بنية نموذجية لكوكب صخري , أما القشرة فغير اعتيادية , إذ تتكون من صفائح منفصلة , يتحرك بعضها ببطء بالنسبة لبعضها الآخر , وتحصل الزلازل والنشاطات البركانية محاذاة الحدود التي تتصادم عندها هذه الصفائح
يقوم الغلاف الجوي للأرض بدور غطاء واق , يوقف الأشعة الشمسية الضارة ويحول دون وصول الأحجار النيزكية إلى سطح الأرض
إلى ذلك , يحتبس الغلاف الجوي كمية من الحرارة كافية لتحول دون حدوث درجات قصية من البرودة
يغطي الماء حوالي 70 بالمائة من سطح الأرض , وهو لا يوجد بشكله السائل على سطح أي كوكب آخر
للأرض تابع طبيعي واحد هو القمر , وهو كبير إلى درجة يمكن معها اعتبار الجرمين , الكوكب والتابع , بمثابة نظام ثنائي الكواكب
القمر
القمر هو التابع الطبيعي الوحيد للأرض , وهو كبير نسبيا إذ يبلغ قطره 3470 كلم, أي أكثر بقليل من ربع قطر الأرض
يستغرق دوران القمر حولي محوره 27,3 يوما , وهو الوقت نفسه الذي يستغرقه دورانه حول الأرض , ولذلك فإن الجانب نفسه من القمر ( الجانب القريب ) , هو الذي يواجهنا دائما
وفي أية حال , فإن المقدار الذي نشاهده - والذي ندعوه الطور القمري- مرتبط بالمقدار المعرض لأشعة الشمس من الجانب القريب
القمر جاف وقاحل وليس له غلاف جوي ولا مياه , وهو يتألف بشكل رئيسي من صخر صلب , رغم أن لبه قد يكون محتويا على حديد أو صخورا منصهرة
سطح القمر كثير الغبار ويشتمل على هضبات مغطاة بالفوّهات الناشئة عن صدمات الأحجار النيزكية , ومنخفضات تمتلئ فوهاتها المتسعة باللأبة ( الحمم البركانية ) المتصلبة , مشكلة مناطق داكنة تسمى اصطلاحا - البحار
توجد البحار بشكل رئيسي على الجانب القريب من القمر الذي يتميز عن الجانب البعيد غير المرئي بقشرة أرق
يحيط بالعديد من الفوهات سلاسل جبلية هي بمثابة جدران لها , ويصل ارتفاع بعضها إلى آلاف الأمتار

الأرض في القرآن
ورد ذكر كلمة ( الأرض ) مفردة ومجتمعة مع مشتقاتها في القرآن ( 461 ) مرة . وجاءت الكلمة للدلالة على الأرض جميعها في بعض المواضع , وللدلالة على جزء منها في مواضع أخرى واقترن خبر خلق السماوات والأرض في مواضع كثيرة . ولعل أبرز الآيات التي وردت في تفصيل خلق الأرض وما عليها هي الآيات من سوره فصلت وفيها تقرأ
(
قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين * وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين) فصلت : 9 - 10
عمر الأرض في حسابات الفلكية , وبموجب المكتشفات الجيولوجية يقدر بأربعة آلاف وخمسمائة مليون سنة
كما ذكر القرآن الكريم أن السماوات والأرض كانتا وحدة واحدة ( رتقا ) ثم ( فتقنا ) : ( أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون ) الأنبياء : 30
وهذه حقيقة علمية صحيحة إذ كان الأرض جزءا من الغيمة الدّعيّة التي تكوّن منها النظام الشمسي .
كما تحدث القرآن عن صفات أخرى كثيرة للأرض وما عليها , فورد أن الله ( طحاها ) وأورد الله ( دحاها ) , وبرغم ما يرد في التفاسير من أن هذه المفردات تعني ( بسطها ) إلا أننا نرى أن فيها دلالات أعمق من ذلك كلها تشير إلى كرويتها وحركتها حول نفسها .
أما فيما يخص حركة الأرض حول الشمس فإن القرآن لم يورد ذلك صراحة . . بل أشار إليه إشارة , إذ نقرأ في سورة الكهف :
(
وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون ) النمل : 88
فها هنا إشارة أخرى إلى حركة الأرض . والأرجح أنها الحركة في الفضاء لأن قياس الحركة كان إلى شيء سماويّ يعلو الأرض وينفصل عنها . وهو السحاب ..
يقول الله تعالى : ( وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم ) النحل : 15
وقال تعالى : ( وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم ) الأنبياء : 31
وذكر الله تعالى في سورة لقمان أية : 10 مثل ما ذكر في سورة النحل أية 15 ولو تأملنا معنى الميد في اللغة لوجدنا ما يلي :
الميد : التحرك .. وأصابه ميد , أي دوار من ركوب البحر . هنا نلحظ في الآيات الواردة أعلاه أن الله تعالى استعمل كلمة ( تميد ) ولم يستعمل كلمة ( تميل ) .. فلو كانت الأرض كانت الأرض مستوية طافية في الفضاء أو على سطح الماء مثلما تصورها الأقدمون لكان استعمال لفظة ( تميل ) أصح من استعمال لفظة ( تميد ) .. إلا أن وجود الحركة ( وهو دوران الأرض حول نفسها ) يجعل الميل الحاصل ميلا متحركا على قوس .
ولو كانت الأرض سطحا متعرّجا كما هي عليه دون أن يكون لهذا التعرج الممثل ببروز الجبال حساب دقيق في توزيع الكتل لأدى ذلك إلى ( ميد) في حركة الأرض أثناء دورانها حول نفسها . أي كانت حركة الدوران تتمّ حول دائرة يتحرك على محيطها محور الأرض , فلا يكون عندئذ محور الدوران ثابتا .. ومثل هذه الحركة تؤدي بماعلى الأرض إلى الدوار , كما يحصل تماما لراكب البحر .
إذن فإن للرواسي ( الجبال ) المتوزعة على سطح الأرض وفق حساب دقيق يراعي توزيع الكتل بين اليابسة والماء أهمية كبيرة في استقرار حركة الأرض حول محور ثابت أثناء دورانها .. ولو ذلك لحصل دوار للناس من جراء الحركة
إن الأرض بدورانها حول الشمس تتبعها في حركتها أيضا , ولما كانت الشمس تتحرك حركتين داخل المجرّة أحداهما دوارنيّة والأخرى محليّة , فإن الأرض تتحرك معها أيضا

الجمعة، 1 أبريل 2011

أبو هريرة

أبو هريرة



صحيح أن ذكاء المرء محسوب عليه .... 
واصحاب المواهب الخارقة كثيرا ما يدفعون الثمن فى نفس الوقت الذي ينبغى أن يتلقوا فيه الجزاء والشكران..!! 
والصحابي الجليل أبو هريرة واحد من هؤلاء ، فقد كان ذا موهبة خارقة فى سعة الذاكرة وقوتها ، كان رضي الله عنه يجيد فن الإصغاء وكانت ذاكرته تجيد فن الحفظ والاختزان .... 
يسمع فيعي ويحفظ ثم لا يكاد ينسى مما وعى كلمة ولا حرفا مهما تطاول العمر وتعاقبت الأيام ... ومن أجل هذا هيأته موهبته ليكون أكثر أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم حفظاً لأحاديثه وبالتالى أكثرهم رواية لها . 
وها هو ذا يتحدث عن نفسه ويقول : " نشأت يتيماً وهاجرت مسكيناً وكنت أجيراً لبسرة بنت غزوان بطعام بطني ..!! 
كنت أخدمهم إذا نزلوا وأحدوا لهم إذا ركبوا ... 
وهأنذا وقد زوجنيها الله ، فالحمد لله الذي جعل الدين قواماً وجعل أبا هريرة إماماً ". 
قدم على النبي عليه الصلاة والسلام سنة سبع وهو بخيبر . فأسلم راغباً مشتاقا ، ومنذ رأى النبي صلى الله عليه وسلم وبايعة لم يكد يفارقه قط إلا فى ساعات النوم .. 
وهكذا كانت السنوات الأربع التي عاشها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عمراً وحدها .. كانت طويلة عريضة ممتلئة بكل صالح من القول والعمل والإصغاء . 
أدرك أبو هريرة بفطرته السديدة الدور الكبير الذي يستطيع أن يخدم به دين الإسلام . 
إن أبطال الحرب فى الصحابة كثيرون ... 
والفقهاء والدعاه والمعلمون كثيرون .... 
لكن البيئة والجماعة تفتقد الكتابة والكتاب . 
ففى تلك العصور كانت الجماعة الإنسانية كلها لا العرب وحدهم لا يهتمون بالكتابة ولم تكن الكتابة من علامات التقدم فى مجتمع ما . 
لم يكن أبو هريرة ممن يكتبون ، ولكنه كان سريع الحفظ قوي الذاكرة ، ولم تكن له أرض يزرعها ولا تجارة تشغلة ، ومن ثم لم يكن يفارق الرسول فى سفر ولا فى حضر . 
وهكذا راح يكرس نفسه ودقة ذاكرته لحفظ أحاديث رسول الله عليه الصلاة والسلام وتوجيهاته . 
فلما انتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى ، راح أبو هريرة يحدث ويحدث مما جعل بعض أصحابة يعجبون : أنى له كل هذه الأحاديث ومتى حفظها ووعاها. 
وراح أبو هريرة يحدث ويحدث ، لا يصده عن الحديث صاد، حتى قال له عمر يوماً وهو أمير المؤمنين : 
" لتتركن الحديث عن رسول الله ، او لألحقنك بأرض دوس " 
على إن هذا النهى من أمير المؤمنين لا يشكل اتهاماً لأبى هريرة بل هو دعم لنظرية كان عمر يتبناها ويؤكدها تلك هى ، إن على المسلمين فى تلك الفترة بالذات ألا يقرأول وألا يحفظوا شيئا سوى القرآن حتى يقر ويثبت فى الأفئده والعقول . 
فالقرآن كتاب الإسلام ودستوره وقاموسه وكثرة الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم لا سيما فى تلك السنوات التي أعقبت وفاته عليه الصلاة والسلام ، والتي يجمع القرآن خلالها قد تسبب بلبلة لا داعي لها 
وكان القرآن جمع بطرية مضمونة دن أن يتسرب إليه ما ليس منه .. 
أما الأحاديث فليس يضمن عمر أن تحرف أو تزيف . 
زكان أبو هريرة يقدر وجهة نظر عمر ولكنه أيضاً كان واثقا من نفسه ومن أمانته ، وكان لا يريد أن يكتم من العلم والحديث ما يعتقد إن كتمانه إثم وبوار . 
ألا إن هناك سببا هاماً كان له دور كبير فى إثارة المتاعب حول إبى هريرة لكثرة تحدثة وحديثة ، ذلك أنه كان هناك يومئذ محدث أخر يحدث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ويكثر ويسرف ولم يكن المسلمون الصحابة يطمئنون كثيرا لحديثة ذلك هو كعب الأحبار الذي كان يهوديا وأسلم . 
وأراد مروان بن الحكم يوماً أن يبلوا مقدرة أبي هريرة على الحفظ ، فدعاه إليه أجلسه معه ، وطلب منه أن يحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حين أجلس كاتبه وراء حجاب وأمره ان يكتب كل ما يقوله أبو هريرة ... 
وبعد مرور عام ، دعاه مروان مرة أخرى وأخذ يستقرأه نفس الأحاديث التي كان كاتبه قد سطرها ، فما نسى أبو هريرة كلمة منها !!! 
وقال عنه الإمام الشافعي رصي الله عنه : " أبو هريرة أحفظ من روى الحديث فى عصره . 
وكان أبو هريرة من العابدين الأوابين يتناوب مع زوجته وابنته قيام الليل كله ، فيقوم هو ثلثه وتقوم زوجته ثلثه وتقوم ابنته ثلثه ... وهكذا لا تمر من الليل ساعة إلا وفى بيت أبي هريرة عباده وذكر وصلاة !!! 
وعاش أبو هريرة عابدا ومجاهدا ... لا يتخلف عن غزوة ولا عن طاعة .
وفى خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولاه إمارة البحرين وعمر كما نعلم شديد المحاسبة لولاته . 
وحين ولى أبو هريرة البحرين ادخر مالاً من مصادره الحلال وعلم عمر فدعاه إلى المدينة ولندع أبو هريرة يروى ما جرى بينهما من حوار سريع : 
" قال لى عمر : ياعدو الله وعدو كتابه أسرقت مال الله ..!! 
قلت : ما أنا بعدو الله وعدو كتابة ... لكنى عدو من عاداهما ... 
ولا أنا من يسرق مال الله ...! 
قال : فمن أين اجتمعت لك عشرة آلاف ... ! 
قلت : خيل لى تناسلت وعطايا تلاحقت ... 
قال عمر : فادفعها إلى بيت مال المسلمين " 
ودفع أبو هريرة المال إلى عمر ثم رفع يديه إلى السماء وقال " اللهم اغفر لأمير المؤمنين " 
وبعد حين دعا عمر أبا هريرة وعرض عليه الولاية من جديد فأباها واعتذر عنها . 
قال له عمر : ولماذا ؟؟ 
قا ل أبو هريرة حتى لا يشتم عرضي ويؤخد مالي ويضرب ظهرى .... 
ثم قال : وأخاف أن أقضي بغير علم وأقول بغير حلم . 
وذات يوم اشتد شوقه إلى لقاء الله .. 
وبينما كان عواده يدعون له بالشفاء من مرضه كان هو يلح على الله قائلا : 
" اللهم إنى أحب لقائك فإحب لقائي " 
وعن 78 سنة فى العام 59 من الهجرة وبين ساكني البقيع الأبرار تبوأجثمانه الوديع مكاناً مباركا . وبينما كان مشيعوه عائدين من جنازته كانت ألسنتهم ترتل الكثير من الأحاديث التي حفظها لهم عن رسول الله الكريم .. 
ولعل واحدا من المسلمين الجدد كان يميل على صاحبه ويسأله : " لماذا كني شيخنا الراحل بأبي هريرة ؟؟؟ 
فيجيبة صاحبه وهو بالأمر خبير : 
" لقد كان أسمة فى الجاهلية عبد شمس ولما أسلم سماه الرسول عبد الرحمن ولقد كان عطوفا على الحيوان وكانت له هرة يطعمها ويحملها وينظفها ويؤويها وكانت تلازمة ظله . 
وهكذا دعى أبا هريرة رضى الله عنه وأرضاه .......

سيبويه ( إمام النحاه )

سيبويه ( أمام النحاة )


واحد من بناة الثقافة العربية وصانعي الحضارة الإسلامية ، وممن شاركوا فى بناء علم النحو العربي وجعلوه صرحًا عاليًّا، وقدم أعظم كتاب تناول فيه كل قواعد اللغة العربية، وسمي كتابه باسم الكتاب .
 مولده ونشأته :
ولد "عمرو بن عثمان بن قنبر" فى منطقة تعرف "بالبيضاء" من قرى "شيراز" ببلاد "فارس"، واشتهر باسم "سيبويه"، وهى كلمة فارسية تعني رائحة التفاح، وسمي بذلك لأنه كان طيب الرائحة، جميل الصورة والشكل .
وكان مولده تقريبا فى منتصف القرن الثانى الهجرى، ولم تطل إقامته فى بلدته، وانتقل وهو صغير مع أسرته إلى مدينة "البصرة" فى "العراق"، وكانت آنذاك من مراكز العلم الكبرى فى العالم الإسلامى، تمتلأ مساجدها بحلقات العلماء فى الفقه والحديث واللغة والأدب وغيرها من العلوم، ويقصدها طلاب العلم من كل مكان .
وبدأ "سيبويه" فى البصرة يتردد على حلقات الفقهاء والمحدثين، وكان يحب دراسة الفقه والحديث، ولزم حلقة "حماد بن سلمة "، وكان واحدًا من أكبر العلماء فى عصره.. وظل فترة طويلة يتتلمذ على يديه حتى حدثت له حادثة غيرت مجرى حياته، انتقل على إثرها إلى دراسة النحو وبرع فيه، حتى صار واحدًا من أكبر النحاة الذين ظهروا فى تاريخ الثقافة العربية ومن أكثر الأسماء شهرة فى التاريخ العربي .
·        الانتقال إلى دراسة النحو:
كان سبب ترك "سيبويه" لدراسة الحديث أنه وقع فى خطأ نحوي أمام زملائه فصححه له شيخه على الفور، فذات يوم كان "سيبويه" فى حلقه شيخه "حماد بن سلمة" إذ سمعه يملي على تلاميذه قول النبي- صلى الله عليه وسلم- :
"ما من أحد من أصحابي إلا وقد أخذت عليه ليس أبا الدرداء" .
 فقال "سيبويه" :
ليس "أبو الدرداء"؛ مصححًا لشيخه، ظنًّا منه أن "أبا الدرداء" اسم ليس التي ترفع المبتدأ وتنصب الخبر، فقال له "حماد" : لحنت (أخطأت) يا "سيبويه"، إنما "ليس" هنا استثناء، أي بمعنى " إلا " فيكون معنى الحديث : ما من أحد من أصحابي الا وقد أخذت عليه إلا أبا الدرداء"، فقال "سيبويه" : لا بأس، سأطلب علمًا يجعلني لا ألحن أبدًا فى حديثي .
وانتقل "سيبويه" إلى حلقات علماء النحو وأصحاب اللغة يدرس على أيديهم علم النحو واللغة، وكانت البصرة آنذاك تفخر بعلمائها الأفذاذ من النحاة الكبار وعلماء اللغة، من أمثال : " الأخفش الأكبر"، و"يونس بن حبيب"، و"أبى زيد الأنصاري"، وتتلمذ "سيبويه" على يد "الخليل بن أحمد" وكان أعظم شيوخه تأثيرًا فيه.
وظل "سيبويه" ينهل من علم هؤلاء العلماء جميعًا، حتى بلغ مكانة عالية في النحو واللغة ، وشهد له شيوخه بالتفوق والنبوغ فيهما كما شهدوا له بمعرفته الواسعة بالحديث النبوي والقراءات القرآنية .
ولم يتوقف "سيبويه" عند هذا الحد من التعلم من الشيوخ والعلماء، بل رحل إلى البادية وأخذ يتعلم اللغة مشافهة من أفواه فصحاء القبائل العربية الذين يتحدثون لغة عربية صافية لم يدخلها شيء غريب عليها .
 ●  شيخ النحاة في الثلاثين :
كان "الخليل بن أحمد" إمام النحاة في البصرة، فلما توفى سنة (175 ﻫ = 791 م(
  لم يكن من بين تلاميذه من يستطيع أن يملأ مكانه الشاغر، أو يخلفه فى حلقته العلمية سوى "سيبويه"، فاتجهت الأنظار إليه وجلس "سيبويه" مكان شيخه، وكان عمره آنذاك ثلاثين سنة، والتف حوله طلاب العلم، وأقبل على حلقة علمه الطلاب من كل مكان .
 · كتابه الوحيد:
اشتهر "سيبويه" ببراعته الفائقة في النحو والعربية حتى تفوق على زملائه وشيوخه، واعترف العلماء له بالإمامة في علم النحو، وصار شيخ مدرسة النحاة البصريين . ويعود الفضل إلى "سيبويه" في إرساء قواعد اللغة العربية، ووضع أصولها بين دفتي كتاب، لم يؤلف "سيبويه" غيره، ولم يضع له عنوانًا، فاشتهر بعد وفاته باسم "الكتاب"، وكان لهذا الكتاب أثر كبير فى علم النحو، واعتبره العلماء أهم كتاب ألِّف فى هذا العلم، وأطلقوا عليه "قرآن النحو" .
 · الذهاب إلى "بغداد":
كانت شهرة "سيبويه" قد عَّمت الآفاق، فأراد الذهاب إلى "بغداد" عاصمة الخلافة العباسية، ليقابل الخليفة "هارون الرشيد" راعى العلم والعلماء، وكانت "بغداد" حينئذ تجذب نوابغ العلماء والفقهاء والنحاة .
وكان "الكسائي" شيخ علماء النحو فى "الكوفة" قد سبقه إلى الاستقرار في "بغداد"، وتمتع بعناية الخليفة "هارون الرشيد"، وحظى "الكسائي" عنده بمكانة كبيرة، ونال ثقته واحترامه فجعله الخليفة مؤدبًا لولده "الأمين" .
وفى بغداد التقى "سيبويه" بالكسائي ودخل معه فى مناظرة شهيرة فى إحدى قضايا علم النحو، وكان مع "الكسائي" عدد من تلاميذه النابغين من أمثال "الفرَّاء" و "ابن سعدان"، وأخذوا يمطرون "سيبويه" بالأسئلة الصعبة، وهو يجيبهم فى براعة واقتدار، ثم طرح"الكسائي" على "سيبويه" مسألة نحوية، ودخل الاثنان فى جدل طويل حولها ،  فاحتكم "الكسائى" إلى جماعة من الأعراب كانوا يشهدون المناظرة، فأيدوا "الكسائي"، وانتهت المناظرة بغلبة "الكسائي"، وإن كان الصواب كما قال علماء النحو هو رأى "سيبويه" .
 · وفاة "سيبويه":
وبعد المناظرة توجه "سيبويه" إلى "البيضاء" مسقط رأسه، حيث أدركته الوفاة هناك سنة (180هـ= 796 م) .
 · شخصية "سيبويه" :
تميز "سيبويه" بأنه كان قوي الإرادة وذا همة عالية، وطموح كبير، دفعه لحن ( خطأ ) وقع فيه إلى دراسة النحو والتبحر فيه، والتعمق في معرفة أسراره، حتى أصبح إمام النحاة في عصره، ووضع كتابًا يعد من أشهر الكتب في تاريخ الثقافة العربية، وارتبط هذا الكتاب باسم "سيبويه"، فإذا ذكر كتابه المعروف باسم "الكتاب" ذكر "سيبويه"، وإذا ذكرت قواعد النحو العربي برز اسم "سيبويه" .
 ·سيبويه فى سطور:
- ولد في "البيضاء" إحدى قرى "شيراز" بإيران .
- اشتهر بلقب "سيبويه" الذي يعنى بالفارسية رائحة التفاح .
- انتقل مع أسرته إلى "البصرة"، وبدأ في دراسة الفقه والحديث .
- تحول "سيبويه" إلى دراسة النحو واللغة وتتلمذ على "الخليل بن أحمد" .
- خلف شيخه "الخليل بن أحمد" في حلقته بالبصرة، وتتلمذ عليه عشرات النحاة .
- ألَّف أشهر كتاب في علم النحو، المعروف باسم "الكتاب" .
- سافر إلى "بغداد" والتقى بالكسائي إمام نحاة "الكوفة" .
- رحل "سيبويه" إلى مسقط رأسه، حيث توفى هناك سنة (180 ﻫ) .

الإمام مالك بن أنس

الإمام مالك بن أنس 
 
من أعلام الفقه الإسلامي
 
اسمه ونسبه : 

مالك بن أنس بن مالك بن عامر بن عمرو بن الحارث إمام دار الهجرة وأحد الأئمة الأربعة / ينتهى نسبه إلى قبيلة يمنية وهى ذو أصبح .
 

مولده ونشأته وصفاته :
 

ولد سنة ثلاث وتسعين للهجرة – على الصحيح – فى مدينة النبي صلى الله عليه وسلم فرأى آثار الصحابة وتتلمذ على يد تلاميذ الصحابة . كانت أسرته أسرة علم فطلب العلم صغيرا . 

طلبه للعلم : 

• قال لأمه أنه يريد أن يذهب لطلب العلم فألبسته أحسن الثياب وعممته ثم قالت اذهب فاكتب الآن 
• جلس إلى بن هرمز نحو سبع أو ثمان سنين 
• درس على يد بن شهاب الزهرى عالم الحديث والتابعي الجليل . 
• سئل مالك هل سمعت عن مالك بن دينار : قال رأيته يحدث الناس والناس قيام فكرهت أن أكتب حديث النبي صلى الله عليه وسلم وأنا قائم .
• قال الإمام مالك كما فى طلبات المالكية : حج أيوب السختياني حجتين فلم أكتب عنه الحديث فلما حج حجته الأخيرة جلس فى فناء زمزم فكان إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يبكي فكتبت عنه . 
• درس الإمام مالك على يد ربيعة الرأى من فقهاء المدينة السبعة .
 
تدريسه ونشره للعلم : 

• لم يجلس للتعليم إلا بعد أن شهد له سبعون من أهل العلم أنه أهل للفتوى . 
• علم العلم فى المسجد فلم يرى عليه غير ضحكة أو اثنتين فى خمسين سنة ثم فى آخر حياته درس فى بيته لمرضه . 
• ولك أن ترى درس للإمام مالك فتراه : أبيض الثياب يغتسل ويتطيب ويجلس فى مجلسه عليه والوقار . 
• وقد سئل عن مسألة افتراضيه فلم يجب قال السائل : لم تجب ، قال الإمام مالك : لو سئلت عما ينفعك أجبتك . 
• جاءه رجل من المغرب فى مسأله فقال قل للذي أرسلك لا أعلم قال ومن يعلم قال الذي علمه الله . 
• ولى عمر بن عبد العزيز الخلافة سنة 99-101 فأعجب به مالك ثم كان من بعده ولاة غيروا وبدلوا . 
• سنة 130 هـ دخل أبو حمزة المدينة واستباحها فأثر هذا على الإمام مالك لكنه لم يخرج على ولاة الأمر ولم يقف فى صف الناس الذين كان يعتقد الإمام أنه يصدق فيهم قوله تعالى : " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " فلم يسع فى فتنة ولم يداهن ولاة الأمر بل وعظه ونصحه للولاة محفوظ .
 

ابتلاءه فى ذات الله :
 
سنة 146 هـ فى عهد أبي جعفر المنصور ابتلى وضرب فثبت . 
ورعه وزهده وعبادته : 

كان الإمام مالك يقول لا خير فيمن يرى نفسه فى حال لا يراه الناس أهلا لها وكان إذا سئل كثيرا ما يقول لا أدرى .
 
تعظيمه للسنة : 
كان كغيره من الأئمة يعظم السنة ويقول إن صح الحديث فهو مذهبي . 
ثناء العلماء عليه : 
• قال عن نفسه : : ما أفتيت حتى شهد لى سبعون أنى أهل لذلك . 
• قال الشافعى : إذا جاء الحديث فمالك النجم . 
• قال البخارى : أصح الأسانيد مالك عن نافع عن بن عمر .
 

وفاته : 

توفى سنه 179 هـ ودفن بالبقيع وهو بن خمسة وثمانين سنة .

الإمام أبو حنيفة النعمان

الأمام أبو حنيفة النعمان 
 
( من أعلام الفقه الإسلامى )
 
☺ مولده ونشأته : 
ولد أبو حنيفة النعمان بالكوفة سنة 80 هـ من أسرة فارسية ، وسمى النعمان تيمنا بأحد ملوك الفرس من أجل ذلك كبر على المتعصبين العرب أن يبرز فيهم فقيه غير عربي الأصل ، وحاول بعض محبيه أن يفتعل له نسبا عربيا . 
وكان أبوه قد مات وترك له بالكوفه متجرا كبيرا للحرير يدر عليه ربحا ضخما ، فرأى أبو حنيفة لأن يشرك معه تاجرا آخر ليكون لديه من الوقت ما يكفي لطلب العلم وللتفقه فى الدين ولأعمال الفكر فى استنباط الأحكام . 

☺ شيوخه : 
ودرس على يد عدة شيوخ فى مسجد الكوفة ، ثم استقر عند شيخ واحد فلزمه .. حتى إذا ما ألم بالشيخ ما جعله يغيب عن الكوفة ، نصب أبا حنيفة شيخا على الحلقة حتى يعود .. وكانت نفس أبي حنيفة تنازعه أن يستقل هو بحلقة ولكنه عندما جلس إلى مكان أستاذه سئل فى مسائل لم تعرض له من قبل فأجاب عليها ، وكانت ستين مسألة وعندما عاد شيخه عرض عليه الإجابات ، فوافقه على أربعين وخالفه فى عشرين ، فأقسم أبو حنيفة ألا يفارق شيخه حتى يموت . 
ومات الشيخ وأبو حنيفة فى الأربعين ، فأصبح أبو حنيفة شيخا للحلقة ، وكان دارس علماء آخرين فى رحلات إلى البصرة وإلى مكة والمدينة خلال الحج والزيارة واستفاد من علمهم وبادلهم الرأى ونشأت بينه وبين بعضهم مودات، كما انفجرت خصومات .
 
☺ استفادته من التجارة : 
وزع أبو حنيفة وقته بين التجارة والعلم ، وأفادته التجارة فى الفقه ، ووضع أصول التعامل التجارى على أساس وطيد من الدين ، وذهب إلى حلقة العلم يوما ، وترك شريكة فى المتجر وأعلمه أن ثوبا معينا من الحرير به عيب خفي وأن عليه أن يوضح العيب لمن يشتريه ، أما الشريك فباع الثوب دون ان يوضح العيب !! وظل أبو حنيفة يبحث عن المشترى ليدله على العيب ويرد إليه بعض الثمن ، ولكنه لم يجده فتصدق بثمن الثوب كله وانفصل عن شريكه ، بهذا الحرج كان يتعامل فى تجارته مع الناس ، وفى فهمه للنصوص ، وفى استنباطه للقواعد والأحكام ... وعلى الرغم من أنه كان يكسب أرباحا طائله فقد كان لا يكنز المال ، فهو ينفق أمواله على الفقراء من أصدقاءه وتلاميذه . 
☺ ورعه : 
كان على ورعه وتقواه واسع الأفق مع المخطئين ، وكان أبو حنيفة يدعو أصحابه إلى الإهتمام بمظهرهم .. وكان إذا قام للصلاة لبس أفخر الثياب وتعطر ، لانه سيقف بين يدي الله ، ورأى مرة أحد جلسائة فى ثيابة رثة فدس فى يده ألف درهم وهمس : أصلح بها حالك فقال الرجل لست أحتاج إليها وأنا موسر إنما هو الزهد فى الدنيا فقال أبو حنيفة : أما بلغك الحديث :" أن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده " وكان شديد التواضع ، كثير الصمت ، يقتصد فى الكلام ، ولا يقول إلا إذا سئل ، وإذا أغلظ إليه أحد أثناء الجدل صبر عليه . 
☺ فتواه : 
وأفتى بأن قراءة الإمام فى الصلاة تغنى عن قراءة المصلين خلفة فتصبح صلاتهم دون قراءتهم اكتفاء بقراءة الإمام وحده وقد أثار هذا الرأى بعض الناس فذهبوا إلى الإمام ليحاورونه فى رأيه فقال لهم : لا يمكنني مناظرة الجميع فولوا أعلمكم فاختاروا واحدا منهم ليتكلم عنهم وسألهم أبو حنيفة إن كانوا يوافقون على انه إذ قد ناظر من اختاروه ليكون قد ناظرهم جميعا فوافقوا فقال لهم ابو حنيفة : وهكذا نحن اخترنا الإمام فقراءته قراءتنا وهو ينوب عنا فانصرفوا مقتنعين . 
وهو يطالب الناس أن يسألوا فى العلم بلا حرج على أن يحسنوا السؤال وكان يقول حسن السؤال نصف العلم . وهو فى اجتهاده يعرف مكانته إذ كان واثقا من نفسه معتزا بكبريائه العلمي على الرغم من تواضعه الشديد ، وهكذا مضى أبو حنيفة يوضح للناس ما فى تعاليم الإسلام من احترام للحرية والارادة معتمدا على الكتاب والسنة الصحيحة والرأى الذي يستنبطه بالقياس مراعيا تحقيق المصلحه أو الأعراف التى لا تتعارض مع قواعد الإسلام ومبادئه .
 

☺ محنته :
 
ورفض أبو حنيفة أن يقبل المناصب فقد عرض عليه الأمويين منصب القاضي فرفضه فسجنوه وعذبوه فى السجن وظلوا يضربونه كل يوم بالسياط حتى ورم رأسه ومع ذلك فلم يقبل المنصب لأنه كان يرى أن تحمل المسئولية فى عهد يعتبر هو حاكميه ظالمين مغتصبين إنما هو مشاركة فى الظلم وإقرار للإغتصاب ، وساءت صحته فى السجن ولم يعد له مقام فى الكوفه التى شهدت عذابه فترك مسقط رأسه ومرح شبابه بكل ما فيها من ذكريات عزيزة ، وأقام بالحجاز حتى سقطت الدولة الأموية فعاد إلى موطنه . 

☺ قالوا عنه :
 
* قال عنه الشافعى : الناس عيال فى الفقه على أبي حنيفة 
* وقال عنه النضر بن شميل : كان الناس نياما فى الفقه حتى أيقظهم أبو حنيفة 
* وقيل : لو وزن علم الإمام أبو حنيفة بعلم أهل زمانه لرجح علمه عليهم
* وقال عنه بن المبارك : ما رأيت فى الفقه مثل أبو حنيفة 
* وقال عنه يزيد بن هارون : ما رأيت أحدا أحلم من ابى حنيفة

الإمام أحمد بن حنبل

الإمام : أحمد بن حنبل 
 
من أعلام الفقه الإسلامي
 
☺ اسمه ونسبه : 
أحمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني . 
ينتهى نسبه إلى قبيلة عدنانية تلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم فى نزار بن معد بن عدنان .
 
☺ مولده ونشأته وصفاته : 
حملت به أمه بمرو ثم قدمت به بغداد فولدته هناك سنة أربع وستين ومائة للهجرة . 
☺ طلبه للعلم : 
• أمه الفاضلة كانت تقوم من الليل فتصلي ما شاء الله لها أن تصلي ثم تسخن له الماء فتوقظه وتوضؤه وتذهب به للمسجد ثم تجلس عند عتبات باب المسجد تنتظر خروجه من الدرس . 
• حفظ القرآن صغيرا ثم توجه لحفظ السنة . 
• بدء بحفظ السنة حتى صار إمام المحدثين فى عصره ومن شيوخ الفقهاء فى القرن الثالث الهجرى وهو رابع الفقهاء الأبعة أصحاب المذاهب الفقهية . 
• توجه لحفظ الحديث سنة تسع وسبعين ومائة للهجرة فرحل للبصرة ثم الحجاز ثم اليمن ثم الكوفة ثم الشام . 
• يقول خلف : جاءنى أحمد بن حنبل يستمع حديث أبي عوانه فاجتهدت أن أرفعه فأ[ي وقال لا أجلس إلا بين يديك أمرنا أن نتواضع لمن نتعلم منه . 
• قال بن الجوزى أن أحمد لم ينصب نفسه للحديث والفتوى إلا بعد أن بلغ الأربعين ، فتلاحظ فى مجلسه الوقار والسكينة مع الإكثار من ذكر المصطفى صلى الله عليه وسلم .
 

☺ ابتلائه فى ذات الله :
 
• كانت الدولة على عقيدة أهل السنة حتى إن هارون الرشيد قال بلغنى أن بشر بن غياث يقول : القرآن مخلوق ولله على إن أظفرنى به لأقتلنه قتله ما قتلتها أحدا . 
• ثم لما صارت الدولة للأمين أظهر بشر بدعته . 
• ثم فى عهد المأمون يقوم باختبار الناس على بدعته ، فمن قال إن القرآن كلام الله حبس : وقد ثبت الإمام أحمد على عقيدته عقيدة أهل السنة أن القرآن كلام الله فأمر المأمون بحبسه . 
• ثم فى عهد المعتصم جلد الإمام أحمد حتى سقط مغما عليه 
• حتى جاء الواثق واستمرت المحنه لكن فى آخر حياته جاء شيخ وناظر أحمد بن أبي داود واسكته أمام الواثق . 
• حتى جاء المتوكل فرفع المحنة . 

☺ ورعه وزهده وعبادته : 
• هذا الإمام العابد قال عنه إبراهيم بن شماس : كنت أرى أحمد وهو يحي الليل وهو غلام . 
• وقد كانت له ختمة كل سبع ليال . 
• وكان فى السحر يدعوا لسته منهم الإمام الشافعي . 
• ورفض عطية الحاكم مع أنه يراه إمام للمسلمين ويدعوا له .
 

☺ تعظيمه للسنة :
 
كان كغيره من الأئمة يعظم السنة ويقوا إن صح الحديث فهو مذهبي ، وكان مجلسه كثيرا ما يذكر فيه حديث النبي صلى الله عليه وسلم . 

☺ ثناء العلماء عليه :
 
• قال أبو ثور : لو أن رجلا قال إن أحمد بن حنبل من أهل الجنة ما عنف على ذلك . 
• قال أبو زرعة : أحمد بن حنبل يحفظ ألف ألف حديث . 
• قال عبد الرزاق : ما رأيت أفقه ولا أورع من الإمام أحمد . 
• قال يحيي بن سعيد القطان : ما قدم على مثل أحمد .
 
☺ أصول مذهبه : 
النص أى : الكتاب والسنة ثم فتاوى الصحابة ثم الحديث المرسل ثم القياس للضرورة ، وللإمام أحمد كلام فى مسألة الإجماع . 

☺ انتشار مذهبه : 

العراق والشام ونجد والحجاز . 
☺ وفاته : 
توفى فى ربيع الأول سنة إحدى وأربعين ومائتين وكانت جنازته يوم الجمعة وقد كان يوما مشهودا من أيام بغداد ، فقد أحصوا من شيعوا جنازته فكانت عدتهم لا تقل عن ثمانمائة الف .

الإمام الشافعي

الأمام : الشافعي 
 
من أعلام الفقه الإسلامي


☺ اسمه ونسبه :
 

 
أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن عبد مناف القرشي وأحد الأئمة الأربعة . 


 ☺ ولده ونشأته وصفاته : 
 
ولد بغزة بأرض فلسطين سنة خمسين ومائة للهجرة . 
وكان أبوه قد هاجر من مكة إلى غزة بفلسطين بحثا عن الرزق ، ولكنه مات بعد وفاة محمد بزمن قصير فنشأ محمد يتيما
.
 

 
☺ طلبه للعلم : 

 
• رجعت به أمه إلى مكة وهناك ألحقته بالكتاب لحفظ القرآن ، فأتم حفظ القرآن وعمره سبع سنين . 
• لحق بقبيلة هذيل العربية لتعلم اللغة والفصاحة . 
• رحلت به أمه إلى المدينة ليتلقى العلم عند الإمام مالك . 
• تعلم على يد سفيان بن عيينه فى مكة بعد وفاة الإمام مالك . 
• رحل إلى بغداد ليتلقى عن مدرسة الرأى .
 

☺ حلقة علم للشافعي :
 

 
حلقة كبيرة يزدحم فيها الطلاب بها شيخ جليل عليه سمات الخوف من الله ، فقيه فريد يتكلم بالأصول عالما بالكتاب والسنه . 
لقب الشافعي بناصر السنة .
 

 
☺ ابتلائه فى ذات الله : 

 
اتهم بالخروج على الرشيد الخليفة العباسي فنجاه الله من القتل بعد أن استدعى للخليفة الرشيد والنطع مبسوط على الأرض والسياف قائم . 

☺ ورعه وزهده وعبادته :
 

 
ورعا زاهدا يقول لو أعلم أن الماء ينقص مرؤتى ما شربته . 
من كلامه : 
فلله در العارف الندب إنه *** تفيض لفرط الوجد اجفانه دما 
يقيم إذا ما الليل مد ظلامه *** على نفسه من شدة الخوف مأتما 
فصار قرين الهم طول نهاره *** أخا السهد والنجوى إذا الليل أظلما 
يقول حبيبتى أنت سؤلى وبغيتي *** كفى بك للراجين سؤلا ومغنما 
ألست التي غذيتنى وهديتنى *** ولازلت منانا على ومنعما 
ففي يقظتي شوق وفى غفوتى مني *** تلاحق خطوى نشوة وترنما
 

 
☺ تعظيمه للسنه : 

 
كان كغيره من الائمة يعظم السنة ويقول إن صح الحديث فهو مذهبي . 
وحسبك بإمام إذا سألته عن حكم شرعي قال : قال الله قال رسوله . 
والشافعي قال لهم إن رأيتم *** قولى مخالفا لما رويتم 
فاضـــــــــــربوا الجـــدار *** بقولى المخالف الأخبار
 

 
☺ ثناء العلماء عليه : 

 
• قال أحمد بن حنبل : كان الشافعي كالشمس للدنيا . 
• ألف البيهقي كتابة مناقب الشافعي يصل إلى قرابة ألف صفحة
 

 
☺ أصول مذهبه : 

 
الكتاب – السنه – الإجماع – القياس – وأبطل الإستحسان . 

 
☺ انتشار مذهبه : 

 
انتشر مذهبه فى الحجاز وبغداد ومصر وغيرهم .
 
 
☺ وفاته : 

 
قال المزني تلميذ الشافعي : دخلت على الشافعي فى مرضه الذي مات فيه فقلت له : كيف أصبحت ؟ قال : أصبحت من الدنيا راحلا ولإخوانى مفارقا ولكأس المنية شاربا ولسوء أعمالي ملاقيا وعلى الله تعالى واردا فلا أدرى روحي تصير إلى الجنة فأهنئها أو إلى النار فأعزيها ثم بكى وانشد يقول. 
ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي *** جعلت الرجا منى لعفوك ربي سلما 
تعاظمنى ذنبي فلما قرنته *** بعفوك ربي كان عفوك أعظم 
ومازلت ذا عفو عن الذنب ولم تزل *** تجود وتعفو منه وتكرما 
توفى ليلة الجمعة آخر يوم من رجب سنة أربع ومائتين للهجرة وهو ابن اربع وخمسين سنه .